وفي قوله .
( ومنهل من الأنيس نائي ... ) .
تقديره ورب كذا وهذه الواو حرف عطف .
فإن قلت فإنا نجدها مبتدأة في أوائل القصائد فعلى أي شيء عطفت .
فالجواب أن القصيدة تجري مجرى الرسالة وإنما يؤتى بالشعر بعد خطب يجري أو خطاب يتصل فيأتي بالقصيدة معطوفة بالواو على ما تقدمها من الكلام ويدل على ذلك أيضا قولهم في أوائل الرسائل أما بعد فقد كان كذا وكذا فكأنه قال أما بعد ما نحن فيه أو بعد ما كنا بسبيله فقد كان كذا وكذا فاستعمالهم هنا لفظ بعد يدل على ما ذكرناه عنهم من أنهم يعطفون القصيدة على ما قبلها من الحال والكلام وكما أن بل من قول الآخر .
( بل جوز تيهاء كظهر الحجفت ... ) .
في أنها وإن كانت بدلا من رب فهي حرف عطف لا محالة فكذلك الواو في .
( وبلد عامية أعماؤه ... ) .
واو عطف وإن كانت نائبة عن رب .
فإن قيل فبم الجر فيما بعد واو رب أب رب المحذوفة أم بالواو النائبة عنها