الغرض . ومنها أن يُعد ذلك لما بعده مما يتوقعه حتى إن حلف بعد أنه قد سأله عنه حلف صادقا فأوضح بذلك عذرا . و ( لغير ذلك ) من المعاني التي يسأل السائل عما يعرفه لأجلها وبسببها .
فلما كان السائل في جميع هذه الأحوال قد يسأل عما هو عارفه أخذ بذلك طرفا من الايجاب لا السؤال عن مجهول الحال . وإذا كان ذلك كذلك جاز لأجله أن يجرد في بعض الأحوال ذلك الحرف لصريح ذلك المعنى . فمن هنا جاز أن تقع ( هل ) في بعض الأحوال موضع ( قد ) كما جاز لأو أن تقع في ( بعض الأحوال موقع ) الواو نحو قوله : .
( وكان سِيّانِ ألا يَسْرحوا نَعَما ... أو يَسْرحوه بها واغبَّرت السُوح ) .
جاز ذلك لما كنت تقول : جالس الحسن أو ابن سيرين فيكون مع ذلك متى جالسهما جميعا كان في ذلك مطيعا . فمن هنا جاز أن يخرج في البيت ونحوه إلى معنى الواو .
( وكل ) حرف فيما بعد يأتيك قد أخرج عن بابه إلى باب آخر فلا بد أن يكون قبل إخراجه إليه قد كان يرائيه ويلتفت إلى الشق الذي هو فيه . فاعرف ذلك وقسه فإنك إذا ( فعلته ) لم تجد الأمر إلا كما ذكرتُه وعلى ما شرحته