أي ( أنتم كذاكم ) وكقول الله - D - ( اللهُ أَذِنَ لكُمَ ) و ( أأنْتَ قُلْتَ للنَّاسِ ) أي لم يأذن لكم ولم تقل للناس : أتخذوني وأمي إلهين ولو كانت أستفهاما محضا لأقرت الإثبات على إثباته والنفى على نفيه . فإذا دخلت على الموجب نفته ( وإذا دخلت على النفى نفته ) و ( نفى النفى عائد ) به إلى الإثبات . ولذلك لم يجيزوا ما زال زيد إلا قائما لما آل به المعنى ( من النفى ) إلى : ثبت زيد إلا قائما . فكما لا يقال هذا فكذلك لا يقال ذلك . فاعرفه .
ويدل على صحة معنى التناكر في همزة التقرير أنها قد أخلصت للإنكار في نحو قولهم في جواب قوله ضربت عُمر : أعمراه ! ومررت بإبراهيم : أإبراهيماه . ورأيت جعفرا : ( أجعفَرِنَيْه وأجعفراً إِنيه ! ) . وهذا واضح .
واعلم أنه ليس شئ يخرج عن بابه إلى غيره إلا لأمر قد كان وهو على بابه ملاحظا له وعلى صَدَد من الهجوم عليه .
وذلك أن المستفهم عن الشئ قد يكون عارفا به مع استفهامه في الظاهر عنه لكن غرضه في الاستفهام عنه أشياء . منها أن يرى المسئول أنه خفى عليه ليسمع جوابه عنه . ومنها أن يتعرف حال المسئول هل هو عارف بما السائل عارف به . ومنها أن يُرى الحاضر غيرهما أنه بصورة السائل المسترشد لما له في ذلك من