فإن قلت : فما تصنع بقول الشاعر : .
( سائل فوارس يربوع بشدّتنا ... أهل رأونا بسَفْح القُفّ ذى الأكم ) .
ألا ترى إلى دخول همزة الاستفهام على هل ولو كانت على ما فيها من الاستفهام لم تلاق همزته لا ستحالة اجتماع حرفين لمعنى واحد وهذا يدل على خروجها عن الاستفهام إلى معنى الخبر .
قيل : هذا قول يمكن ان يقوله صاحب هذا المذهب .
ومثله خروج الهمزة عن الاستفهام إلى التقرير ألا ترى أن التقرير ضرب من الخبر وذلك ضد الاستفهام . ويدل على أنه قد فارق الاستفهام امتناعُ النصب بالفاء في جوابه والجزم بغير الفاء ( في جوابه ) ألا تراك لا تقول : ألست صاحبنا فنكرمك كما تقول لست صاحبنا فنكرمك . ولا تقول في التقرير : أأنت في الجيش أثبت اسمك كما تقول في الاستفهام الصريح : أأنت في الجيش أثبت اسمك كما تقول : ما اسمك أذكرك أي إن أعرفه أذكرك . ولأجل ما ذكرنا من حديث همزة التقرير ما صارت تنقل النفى إلى الإثبات والإثبات إلى النفى وذلك كقوله : .
( ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطونَ راح )