ومن ذلك ما يدعيه الكوفيون من زيادة واو العطف نحو قول الله - D - ( حَتَّى إذاَ جَاءُوهَا وفُتِحَتْ أَبْوابُهَا ) ( قالوا : الواو هنا زائدة مخرجة عن العطف . والتقدير عندهم فيها : حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ) . وزيادة الواو أمر لا يثبته البصريون . لكنه عندنا على حدف الجواب أي حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها كذا وكذا صُدقوا وعدهم وطابت نفوسهم ونحو ذلك مما يقال في مثل هذا .
وأجاز أبو الحسن زيادة الواو في خبر كان نحو قولهم : كان ولا مال له أي كان لا مال له . ووجه جوازه عندى شبه خبر كان بالحال فجرى مجرى قولهم : جاءنى ولا ثوب عليه أي جاءني عاريا .
فاما ( هل ) فقد اخرجت عن بابها إلى معنى قد نحو قول الله - سبحانه - ( هلْ اتى على الإنسانِ حِينُ من الدهر ) قالوا : معناه : قد أتى عليه ذلك . وقد يمكن عندي أن يكون مبقاة في هذا الموضع على بابها من الاستفهام فكأنه قال - والله أعلم - : هل أتى على الانسان هذا فلا بد في جوابه من ( نعم ) ملفوظا بها أو مقدرة أي فكما أن ذلك كذلك فينبغى للإنسان أن يحتقر نفسه ولا يبأى بما فتح له . وهذا كقولك لمن تريد الاحتجاج عليه : بالله هل سألتنى فأعطيتك ! أم هل زرتنى فأكرمتك ! . أي فكما أن ذلك كذلك فيجب أن تعرف حقى عليك وإحسانى إليك . ويؤكد هذا عندك قولهُ تعالى ( إنّا خَلَقْنا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً . إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ) أفلا تراه - عز اسمه - كيف عدد عليه أياديه وألطافه له