ألا ترى أن الألف في ( هالكا ) و ( بارك ) تأسيس لا محالة وقد جمعهما مع الألف في ( ذلكا ) و ( ذلك ) وهي منفصِلة وليس الروىّ - وهو الكاف - اسما مضمرا ( كياء قوله ) ( بداليا ) ولا من جملة اسم مضمر كميم ( كماهما ) . وهذا يدلّ على أن الكاف في ( ذلك ) اسم مضمّر لا حرف .
قيل : هذا كلام لا يدخل على المذهب في كونها حرفا وقد قامت الدلالة على ذلك من عدّة أوجه .
ولكن بقى علينا الآن أن نُرِى وجه علَّة جواز كون الألف في ( ذلك ) تأسيسا مع أن الكاف ليست باسم مضمر .
وعلة ذلك أنها وإن تجرّدت في هذا الموضع من معنى الاسمية فإنها في أكثر أحوالها اسم نحو رأيتك وكلّمتك ونظرت إليك واشتريت لك ثوبا وعجبت منك ونحو ذلك . فلمَّا جاءت ههنا على لفظ تلك التي هي اسم - وهو أقل الموضعين - حُملت على الحكم في أكثر الأحوال لا سيَّما وهي هنا وإن جرّدت من معنى الاسمية فإن ما كان فيها من معنى الخطاب باقٍ عليها وغير مختزل عنها . وإذا جاز حمل همزة عِلْباء على همزة حمراء للزيادة عريت من التأنيث