( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ والْغَاوُون ) وهذا باب واسع جدا ونظائره كثيرة : فارتكب أبو إسحاق مركبا وَعْرا وسحب فيه عددا جَمّا وفي هذا إقدام وتعجرف . ولو قال ذلك في حرفٍ أو حرفين كما قال الخليل في دُلاَمِص بزيادة الميم لكان أسهل لأن هذا شئ إنما آحتُمِل القولُ به في كلمة عنده شاذّةٍ أو عزيزة النظير . فأمّا الاقتحام بباب منقاد في مذهب متعاد ففيه ما قدمناه ألا ترى أن تكرير الفاء لم يأتِ به ثَبَت إلا في مرمريس وحكَى غير صاحب الكتاب أيضا مرمريت وليس بالبعيد أن تكون التاء بدلا من السين كما أُبدلت منها في سِتّ وفيما أنشده أبو زيد من قول الشاعر .
( يا قاتلَ اللَّه بنى الِسعْلاتِ ... عَمْرَو بن يَرْبوع شِرارَ الناتِ ) .
( غير أعِفَّاءَ ولا أكياتِ ... ) .
فأبدل السين تاء .
فإن قلت : فإنا نجد للمرمريت أصلا يحتازه إليه وهو المَرْت قيل : هذا هو الذي دعانا إلى أن قلنا : إنه قد يجوز أن تكون التاء في مرمريت بدلا من سين مرمريس . ولولا أن معنا مرتا لقلنا فيه : إن التاء بدل من السين البتّة كما قلنا ذلك في سِتَ والنات وأكيات . فإن قال قائل منتصرا لأبى إسحاق : لا ينكر أن يأتى في المعتل ّ من الأمثلة ما لا يأتى في الصحيح نحو سيد وميت وقُضَاة ودُعَاة وقَيْدودة وصيرورةٍ وكينونةٍ وكذلك يجئ في المضاعف ما لا يأتى