أي تقطّع كلامها ولا تكثّره كما قال ذو الرمّة .
( لها بشر مِثل الحريرِ ومنطِق ... رخيِم الحواشي لا هُراء ولا نَزْر ) .
فقوله رخيم الحواشي أي مختصر الأطراف وهذا ضِدّ الهَذْر والإكثار وذاهب في التخفيف والاختصار قيل فقد قال أيضاً ولا نزر وأيضاً فلسنا ندفع أنّ الَخفَر يقلّ معه الكلام ويحذف فيه أحناء المقال إلا أنه على كل حال لا يكون ما يجرى منه وإن قلّ ونزُرَ أقلّ من الجمل التي هي قواعد الحديث الذي يشوق موقِعُه ويروق مستمَعُه وقد أكثرت الشعراء في هذا الموضع حتى صار الداّل عليه كالدالّ على المشاهد غير المشكوك فيه ألا ترى إلى قوله .
( وحديثها كالغيِث يسمعه ... راعي سِنين تتابعت جدبا ) .
( فأصاخ يرجو أن يكون حَياً ... ويقول مِن فرح هَيَا رباَ ) .
يعنى حنين السحاب وسجَرْه وهذا لا يكون عن نبْرٍة واحدةٍ ولا رَزَمٍة مختلسةٍ إنما يكون مع البدء فيه والرَّجع وتثنّى الحنين على صفحات السمع وقوِل ابن الرومي