( وحدِيثها السحر الحلال لو أنه ... لم يجِن قتل المسلِم المُتحرّزِ ) .
( إن طال لم يمُلل وإن هِي أوجزت ... ودَّ المحدَّث أنها لم توجِزِ ) .
( شَرَك القلوِب وفِتنة ما مِثلها ... للِمطمئِنّ وعُقْلة المستوِفزِ ) .
فذكر أنها تطيل تارة وتوِجز أخرى والإطالة والإيجاز جميعاً إنما هما في كل كلام مفيد مستقل بنفسه ولو بلغ بها الإيجاز غايته لم يكن له بدّ من أن يعطيك تمامه وفائدته مع أنه لا بدّ فيه من تركيب الجملة فإن نقصت عن ذلك لم يكن هناك استحسان ولا استعذاب ألا ترى إلى قوله .
( قلنا لها قِفي لنا قالت قاف ... ) .
وأن هذاّ القدر من النطق لا يعذب ولا يجفو ولا يرِقّ ولا ينبو وأنه إنما يكون استحسان القول واستقباحه فيما يحتمل ذينك ويؤدّيهما إلى السمع وهو أقلّ ما يكون جملةً مركًبة وكذلك قول الآخر فيما حكاه سيبويه ألا َتا فيقول مجيبه