ألزمْتُ عند أبي علي C قولا لأبي الحسن شيئاً لا بدّ للنظر من إلزامه إيّاه يقول لي مذاهب أبي الحسن كثيرة .
ومن الشائع في الرجوع عنه من المذاهب ما كان أبو العباس تتَبَّع به كلام سيبويه وسمّاه مسائل الغَلَط فحدّثني أبو عليّ عن أبي بكر أن أبا العبّاس كان يعتذر منه ويقول هذا شئ كنّا رأيناه في أيّام الحَدَائِة فأما الآن فلا وحدثنا أبو عليّ قال كان أبو يوسف إذا أفتى بشئ أو أمَلّ شيئا فقيل له قد قلتَ في موضع كذا غيرَ هذا يقول هذا يعِرفه من يعرِفه أي إذا أُنعِم النظر في القولين وجُدِا مَذْهبا واحدا .
وكان أبو عليّ C يقول في هَيْهاتَ أنا أفتى مرّة بكونها اسما سمّى بِه الفعل كصَهْ ومَهْ وأُفتى مّرة أخرى بكونها ظَرفا على قدر ما يحضُرني في الحال .
وقال مرّة أخرى إنها وإن كانت ظرفا فغير ممتنِع أن تكون مع ذلك اسما سمّى به الفعل كعندك ودونك وكان إذا سمع شيئا من كلام أبي الحسن يخالف قولهَ يقول عكَّر الشيخ وهذا ونحوه من خِلاِج الخاطر وتعادى المناظرِ هو الذي دعا أقواما إلى أن قالوا بتكافؤ الأدلّة واحتملوا أثقال الصَّغَاِر والذِّلّة