وأما من رواه منونَ أنتم فأمره مشكل وذلك أنه شبّه مَنْ بأىّ فقال منون أنتم على قوله أيُّون أنتم وكما حُمل ههنا أحدهما على الآخر كذلك جُمِع بينهما في أن جُرّد من الاستفهام كلُّ منهما ألا ترى إلى حكاية يونس عنهم ضَرَب مَنٌ مَنّا كقولك ضرب رجل رجلا فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أنشدناه من قول الآخر .
( وأسماء ما أسماء ليلة أدلجت ... إلىّ وأصحابي بأيَّ وأينما ) .
فجعل أيّ اسماً للجهة فلمّا اجتمع فيها التعريف والتأنيث منعها الصرف