فضمّ الهاء بغير واو مَنْزِلة بين منزلتي الوصل والوقف وهذا موضع ضيق ومقام زلْخ لا يتّقِيك بإيناس ولا ترسو فيه قدم قياس وقال أبو إسحاق في نحو هذا إنه أجرى الوصل مجرى الوقف وليس الأمر كذلك ِلمَا أريتك من أنه لا على حدّ الوصل ولا على حدّ الوقف لكن ما أُجرِى من نحو هذا في الوصل على حدّ الوقف قول الآخر .
( فِظَلْت لَدى البيتِ العتِيق أُخِيلة ... ومِطْواى مشتاقانِ لهْ أرِقانِ ) .
على أن أبا الحسن حَكَى أن سكون الهاء في هذا النحو لغة لأَزْدِ السَرَاةِ ومثل هذا البيت ما رويناه عن قُطْرُبٍ من قول الشاعر .
( وأشرب الماء ما بِي نحوَه عَطَشٌ ... إِلاّ لأن عيونَهُ سيلُ وادِيها ) .
وروينا أيضاً عن غيره .
( إنّ لنا لَكَنّة ... مِبَقَّةً مِفَنّة ) .
( مِتْيَحَةً مِعَنّة ... سِمْعَنَّةً نِظْرَنة ) .
( كالذئب وسط القُنّة ... إلاّ تَرَهْ تَظُنّه )