القوم عاقل أي كل واحد منهم على انفراده عاقل . هذا هو الظاهر وهو طريق الحمل على اللفظ قال الله تعالى : ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) وقال الله تعالى : ( كلتا الجنتين آتت أكلها ) فوحَّد وقال : .
( كلا أبويكم كان فرع دعامة ... ) .
فلم يقل : كانا وهو الباب . ومثله قول الأعشى أيضا : .
( حتى يقول الناس مما رأَوا ... يا عجبا للميت الناشر ) .
أي حتى يقول كل واحد منهم : يا عجبا . وعليه قول الآخر ك .
( تفوَّقت مال ابني حجير وما هما ... بذي حَطْمْة فانٍ ولا ضَرَع غُمّرِ ) .
أي : وما كل واحد منهما كذلك .
فأما قوله تعالى : ( وكلّ أَتَوه داخِرين ) و ( كل له قانتون ) فمحمول على المعنى دون اللفظ . وكأنه إنما حمل عليه هنا لأن كلاّ فيه غير مضافة فلمّا لم تضَف إلى جماعة عُوّض من ذلك ذكر الجماعة في الخبر . ألا ترى أنه لو قال : وكل له