قانت لم يكن فيه لفظ الجمع البتَّة ولما قال : ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) فجاء بلفظ الجماعة مضافا إليها استغنى به عن ذكر الجماعة في الخبر .
وتقول - على اللفظ - : كل نسائك قائم ويجوز : قائمة إفرادا على اللفظ أيضا وقائمات على المعنى البتّة قال الله - سبحانه - : ( يا نساء النبيّ لستنّ كأحد من النساء ) ولم يقل : كواحدة لأن الموضع موضع عموم فغلب فيه التذكير وإن كان معناه : ليست كلّ واحدة منكن كواحدة من النساء لما ذكرناه من دخول الكلام ( معنى العموم ) . فاعرف ذلك .
وصواب المسألة أن تقول : زيد أفضل بني أبيه وأكرم نَجْل أبيه ( وعترةِ أبيه ) ونحو ذلك وأن تقول : زيد أفضل من إخوته لأن بدخول ( مِن ) ارتفعت الإضافة فجازت المسألة .
ومن المحال قولك : أحقّ الناس بمال أبيه ابنه . وذلك أنك إذا ذكرت الأبوّة فقد انطوت على البنوّة فكأنك إذًا إنما قلت : أحقّ الناس بمال أبيه أحقّ الناس بمال أبيه . فجرى ذلك مجرى قولك : زيد زيد والقائم القائم ونحو ذلك مما ليس في الجزء الثاني منه إلا ما في الجزء الأوّل البتّة وليس على ذلك عَقد الإخبار لأنه ( يجب أن يستفاد من الجزء الثاني ) ما ليس مستفادا من الجزء الأوّل . ولذلك لم يجيزوا : ناكح الجارية واطئها ولا ربّ الجارية مالكها لأن الجزء الأوّل مستوف لما انطوى عليه الثاني