ومِن هذا ما يحكى عن خَلَف أنه قال : أخذت على المفضَّل الضبيّ في مجلس واحد ثلاث سَقَطات : أنشَد لامرئ القيس : .
( نَمَسّ بأعراف الجياد أكفَّنا ... إذا نحن قمنا عن شِواء مضهَّب ) .
فقلت له : عافاك الله ! إنما هو نَمُشّ : أي نمسح ومنه سمّي منديل الغَمَر مَشُوشا وأنشد للمخبَّل السعديّ : .
( وإذا ألمَّ خيالُها طرقتْ ... عيني فماء شُئونها سَجْم ) .
فقلت : عافاك الله ! إنما هو طُرِفت وأنشد للأعشى : .
( ساعةً أكبر النهارِ كما شد ... مُحِيل لَبُونه إعتاما ) .
فقلت : عافاك الله ! إنما هو مُخِيل بالخاء المعجمة ( وهو الذي ) رأى خال السحابة فأشفق منها على بَهْمه فشدّها .
وأمّا ما تعقب به أبو العبَّاس محمد بن يزيد كتاب سيبويه في المواضع التي سمَّاها مسائل الغلط فَقلَّما يلزم صاحبَ الكتاب منه إلا الشيء النَزْر . وهو أيضا - مع قِلَّته - من كلام غير أبي العباس . وحدّثنا أبو علي عن أبي بكر عن أبي عباس أنه قال : إن هذا كتاب كنا عملناه في أوان الشبيبة والحداثة واعتذر أبو العباس منه