وأمّا كتاب العين ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يُحمل على أصغر أتباع الخليل فضلا ( عن نفسه ) ولا محالة أن ( هذا تخليط لحِق ) هذا الكتاب من قِبل غيره C . وإن كان للخليل فيه عمل فإنما هو أنه أوما إلى عمل هذا الكتاب إيماء ولم يلِهِ بنفسه ولا قرَّره ولا حرَّره . ويدلّ على أنه قد كان نحا نحوه أني أجد فيه معانيَ غامضة ونَزَوات للفكر لطيفة وصَنعة في بعض الأحوال مستحكِمة . وذاكرت به يوما أبا عليّ - C - فرأيته منكِرا له . فقلت له : إن تصنيفه منساق متوجِّه وليس فيه التعسّف الذي في كتاب الجمهرة فقال : الآن إذا صنَّف إنسان لغة بالتركيّة تصنيفا جيّدا أيؤخذ به في العربيّة ! أو كلاما هذا نحوه .
وأمّا كتاب الجمهرة ففيه أيضا من اضطراب التصنيف وفساد التصريف ما أعذِر واضعه فيه لبعده عن معرفة هذا الأمر . ولمَّا كتبته وقَّعت في متونه وحواشيه جميعا من التنبيه على هذه المواضع ما استحييت من كثرته . ثم إنه لمَّا طال عليّ أومأت إلى بعضه وأضربت البتّة عن بعضه . وكان أبو علي يقول : لمَّا هممت بقراءة رسالة هذا الكتاب على محمد بن الحسن قال لي : يا أبا عليّ : لا تقرأ هذا الموضع عليّ فأنت أعلم به منّي . وكان قد ثبت في نفس أبي عليّ