عربيّ لكونه في لغة العرب غير منقول إليها وإنما هو وِفاق وقع ولو كان منقولا ( إلى اللغة العربية من غيرها ) لوجب أن يكون أيضا وِفاقا بين جميع اللغات غيرها . ومعلوم سعة اللغات ( غير العربية ) فإن جاز أن يكون مشتركا في جميع ما عدا العربية جاز أيضا أن يكون وفاقا وقع فيها . ويبعد في نفسي أن يكون في الأصل للغةٍ واحدة ثم نقل إلى جميع اللغات لأنا لا نعرف له في ذلك نظيرا . وقد يجوز أيضا أن يكون وفاقا وقع بين لغتين أو ثلاث أو نحو ذلك ثمّ انتشر بالنقل في جميعها . وما أقرب هذا في نفسي ! لأنا لا نعرف شيئا من الكلام وقع الاتفاق عليه في كل لغة وعند كل أمّة : هذا كله إن كان في جميع اللغات هكذا . وإن لم يكن كذلك كان الخَطْب فيه أيسر .
وروينا ( هذه المواضع ) عن أحمد بن يحيى . وروينا عنه أيضا أنه قال : التواطخ من الطيخ وهو الفساد . وهذا - على إفحاشه - مما يجمل الظن به لأنه من الوضوح بحيث لا يذهب على أصغر صغير من أهل هذا العلم . وإذا كان كذلك وجب أن يُحَسَّن الظنّ به ويقال إنه ( أراد به ) : كأنه مقلوب منه . هذا أوجه عندي من أن يحمل عليه هذا الفحش والتفاوت كله