فإن قيل : فإن دُئِلا نكرة غير علم وهذا النقل إنما هو أمر يخصّ العَلَم نحو يشكر ويزيد وتغلب .
قيل : قد يقع النقل في النكرة أيضا . وذلك الينجلِب . فهذا منقول من مضارع انجلب الذي هو مطاوعُ جلبته ألا ترى إلى قولهم في التأخيذ : أخَّذته بالينحلِب فلم يَحُرْ ولم يغب . ومثله رجل أُباتُر . وهو منقول من مضارع باترت فنقِل فوصف به . وله نظائر فهذا حديث فُعِل .
وأما فُعَل فدون فُعُل أيضا . وذلك أنه كثيرا ما يُعدَل عن أصول كلامهم نحو عُمِر وزُفَر وجُشَم وقُثَم وثُعَل وزُحَل . فلما كان كذلك لم يتمكَّن عِندهم تمكُّن فُعُل الذي ليس معدولا . ويدلّك على انحراف فُعَل عن بقية الأمثلة الثلاثية غير ذوات الزيادة انحرافهم بتكسيره عن جمهور تكاسيرها . وذلك نحو جُعَلٍ وجِعْلان وصُرَد وصِردان ونُغَر ونِغران ( وسُلَك وسِلْكان ) فاطّراد هذا في فُعَل مع عِزَّته في غيرها يدلّك على أن له فيه خاصية انفرد بها وعُدِل عن نظائره إليها . نعم وقد ذهب أبو العباس إلى أنه ( كأنه منقوص ) من فُعَالٍ . واستدل على ذلك