فلمّا كانت بين المفرد وبين الجملة هذه الأشباه والمقارَبات وغيرها شبَّهوا توالي الضمتين في نحو سُرُح وعُلُط بتواليهما في نحو زيد قائم ومحمد سائر . وعلى ذلك قال بعضهم : الحمدُ لُلّه فضم لام الجرّ إتباعا لضمَّة الدال وليس كذلك الكسر في نحو إبِل لأنه لا يتوالى في الجملة الجرّان كما يتوالى الرفعان .
فإن قلت : فقد قالوا : الحمدِ لِلّه فوالوا بين الكسرتين كما والَوا بين الضمَّتين قيل : الحمدُ لُلّه هو الأصل ثم شبِّه به الحمدِ لِلّه ألا ترى أن إتباع الثاني للأوّل - نحو مُدُّ وفِرِّ وضَنَّ - أكثر من إتباع الأوّل للثاني نحو : اُقْتُل . وإنما كان كذلك لأن تقدّم السبب أولى من تقدّم المسبَّب لأنهما يجريان مَجرى العِلَّة والمعلول وعلى أن ضمة الهمزة في نحو : اُقتل ولا تعتدّ لأن الوصل يزيلها فإنما هي عارضة وحركة نحو مُدُّ وفرَّ وعَضَّ ثابتة مستمرّة في الوصل الذي هو العِيار وبه الاعتبار . وأيضا فإنه إذا انضمّ الأوّل وأريد تحريك الثاني كانت الضمّة أولى به من الكسرة والفتحة . أما الكسرة فلأنك تصير إلى لفظ فُعِل وهذا مثال لا حظَّ فيه للاسم وإنما هو أمر يخصّ الفعل . وأما دُئل فشاذّ . وقد يجوز أن يكون منقولا أيضا كبَذَّر وعَثَّر