وإنما المضمر فرعه تقول رأيت كلا الرجلين ومررت بكلا الرجلين وكذلك تقول في المؤنث رأيت كلتا المرأتين ومررت بكلتا المرأتين ولو كانت للتثنية لوجب أن تنقلب مع المظهر كما تنقلب مع المضمر فلما لم تنقلب دل على أنها ألف مقصورة وليست للتثنية .
والذي يدل على أن كلا ليست مأخوذة من كل أن كلا للإحاطة وكلا لمعنى مخصوص فلا يكون أحدهما مأخوذا من الآخر .
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين أما احتجاجهم بقول الشاعر .
( في كلت رجليها سلامي واحدة ... ) .
فلا حجة فيه لأن الأصل أن يقول كلتا بالألف إلا أنه حذفها اجتزاء بالفتحة عن الألف لضرورة الشعر كما قال الآخر .
( فلست بمدرك ما فات منى ... بلهف ولا بليت ولا لو أني ) .
أراد بلهفا فاجتزأ بالفتحة عن الألف وكقول الآخر .
283 .
- ( وصاني العجاج فيما وصني ... ) .
أراد فيما وصاني وهذا كثير في أشعارهم .
وأما قولهم إن الألف فيهما تنقلب في حالة النصب والجر إذا أضيفتا إلى المضمر قلنا إنما قلبت في حالة الإضافة إلى المضمر لوجهين