والحمل في كلا وكلتا على اللفظ أكثر من الحمل على المعنى ونظيرهما في الحمل على اللفظ تارة وفي الحمل على المعنى أخرى كل فإنه لما كان مفردا في اللفظ مجموعا في المعنى رد الضمير إليه تارة على اللفظ وتارة على المعنى كقولهم كل القوم ضربته وكل القوم ضربتهم وقد جاء بهما التنزيل قال الله تعالى ( إن كل من في السماوات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا ) فقال ( آتي ) بالإفراد حملا على اللفظ وقال تعالى ( وكل أتوه داخرين ) فقال ( أتوه ) بالجمع حملا على المعنى إلا أن الحمل على المعنى في كل أكثر من الحمل على المعنى في كلا وكلتا .
والذي يدل على أن فيهما إفرادا لفظيا أنك تضيفهما إلى التثنية فتقول جاءني كلا اخويك ورأيت كلا أخويك ومررت بكلا أخويك وجاءني أخواك كلاهما ورأيتهما كليهما ومررت بهما كليهما وكذلك حكم إضافة كلتا إلى المظهر والمضمر فلو كانت التثنية فيهما لفظية لما جاز إضافتهما إلى التثنية لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه .
والذي يدل على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها تجوز إمالتها قال الله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ) وقال تعالى ( كلتا الجنتين آتت أكلها ) قرأهما حمزة والكسائي وخلف بإمالة الألف فيهما ولو كانت الألف فيهما للتثنية لما جازت إمالتها لأن ألف التثنية لا تجوز إمالتها .
والذي يدل أيضا على أن الألف فيهما ليست للتثنية أنها لو كانت للتثنية لانقلبت في حالة النصب والجر إذا أضيفتا إلى المظهر لأن الأصل هو المظهر