.
ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التى أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده بل قد يكون معناها متفقا أو متقاربا كما قال عبدالله بن مسعود انما هو كقول أحدكم أقبل وهلم وتعال .
وقد يكون معنى أحدهما ليس هو معنى الآخر لكن كلا المعنيين حق وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض وهذا كما جاء فى الحديث المرفوع عن النبى ( ( فى هذا حديث ( أنزل القرآن على سبعة احرف ان قلت غفورا رحيما أو قلت عزيزا حكيما فالله كذلك ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة ( وهذا كما فى القراءات المشهورة ( ربنا باعد وباعد ( إلا أن يخافا ألا يقيما ( والا أن يخافا الا يقيما ( وان كان مكرهم لتزول وليزول منه الجبال ( و ( بل عجبت وبل عجبت ( ونحو ذلك .
ومن القراءات ما يكون المعنى فيها متفقا من وجه متباينا من وجه كقوله ( يخدعون ويخادعون ( ويكذبون ويكذبون ( ولمستم ولامستم ( و ( حتى يطهرن ويطهرن ( ونحو ذلك فهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى بمنزلة الآية مع الآية يجب الايمان بها كلها واتباع ما تضمنته من المعنى علما وعملا لا يجوز ترك موجب احداهما لأجل الأخرى ظنا أن ذلك