.
فأما ذكر اقاويل الناس وأدلتهم وتقرير الحق فيها مبسوطا فيحتاج من ذكر الأحاديث الواردة فى ذلك وذكر الفاظها وسائر الأدلة الى ما لا يتسع له هذا المكان ولا يليق بمثل هذا الجواب ولكن نذكر النكت الجامعة التى تنبه على المقصود بالجواب .
.
فنقول لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن ( الأحرف السبعة ( التى ذكر النبى ( ( ان القرآن أنزل عليها ليست هى ( قراءات القراء السبعة المشهورة ( بل اول من جمع قراءات هؤلاء هو الامام ابو بكر بن مجاهد وكان على رأس المائة الثالثة ببغداد فانه احب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين والعراقين والشام اذ هذه الامصار الخمسة هى التى خرج منها علم النبوة من القرآن وتفسيره والحديث والفقه من الأعمال الباطنة والظاهرة وسائر العلوم الدينية فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من ائمة قراء هذه الامصار ليكون ذلك موافقا لعدد الحروف التى أنزل عليها القرآن لا لاعتقاده أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هى الحروف السبعة أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم .
ولهذا قال من قال من ائمة القراء لولا ان ابن مجاهد سبقنى الى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمى امام جامع البصرة وامام قراء البصرة فى زمانه فى رأس المائتين