إضافته الى قدره و أنه خالقه خلافا للقدرية لكن من تمام المعرفة إثبات الأسباب و معرفتها .
وأما القدرية من المعتزلة و غيرهم فبنوه على أصلهم و هو أن كل ما تولد عن فعل العبد فهو فعله لا يضاف الى غيره كالشبع و الري و زهوق الروح و نحو ذلك فقالوا هذا العلم متولد عن نظر العبد أو تذكر النظر .
و المتفلسفة بنوه على أصلهم فى أن ما يحدث من الصور هو من فيض العقل الفعال عند إستعداد المواد القابلة فقالوا يحصل فى نفوس البشر من فيض العقل الفعال عند إستعداد النفس بإستحضار المقدمتين و هذا القول خطأ و الذي قبله أقرب منه و الأول أقرب و ليس فى شيء منها تحقيق الأمر في ذلك .
.
و حقيقته أن الله و كل بالإنس ملائكة و شياطين يلقون فى قلوبهم الخير و الشر فالعلم الصادق من الخير و العقائد الباطلة من الشر كما قال إبن مسعود لمة الملك تصديق بالحق و لمة الشيطان تكذيب بالحق و كما قال النبى صلى الله عليه و سلم فى القاضي ( أنزل الله عليه ملكا يسدده ( و كما أخبر الله أن الملائكة توحي الى البشر ما توحيه و إن كان البشر لا يشعر بأنه من الملك كما لا يشعر بالشيطان الموسوس