لكن الله أخبر أنه يكلم البشر و حيا و يكلمه بملك يوحي بإذنه ما يشاء و الثالث التلكيم من و راء حجاب و قد قال بعض المفسرين المراد بالوحي هنا الوحي فى المنام و لم يذكر ابو الفرج غيره و ليس الأمر كذلك فإن المنام تارة يكون من الله و تارة يكون من النفس و تارة يكون من الشيطان و هكذا ما يلقي في اليقظة و الأنبياء معصومون فى اليقظة و المنام .
.
ولهذا كانت رؤيا الأنبياء و حيا كما قال إبن عباس و عبيد بن عمير و قرأ قوله ( ! 2 < إني أرى في المنام أني أذبحك > 2 ! ( و ليس كل من رأي رؤيا كانت و حيا فكذلك ليس كل من ألقي في قلبه شيء يكون و حيا و الإنسان قد تكون نفسه فى يقظته أكمل منها فى نومه كالمصلي الذي يناجي ربه فإذا جاز أن يوحي إليه في حال النوم .
فلماذا لا يوحي إليه فى حال اليقظة كما أوحي الى أم موسى و الحواريين و الى النحل لكن ليس لأحد أن يطلق القول على ما يقع في نفسه أنه و حي لا في يقظة و لا في المنام إلا بدليل يدل على ذلك فإن الوسواس غالب على الناس و الله أعلم .