منه إذ أن المستعاذ منه مخوف مرهوب منه و المستعاذ به مدعو مستجار به ملتجأ إليه و الجهة الواحدة لا تكون مطلوبة مهروبا منها لكن بإعتبار جهتين تصح كما فى الحديث الذي فى الصحيحين عن البراء بن عازب أن النبى صلى الله عليه و سلم علم رجلا أن يقول عن النوم ( اللهم أسلمت نفسي إليك و وجهت و جهي إليك و ألجأت ظهري إليك و فوضت أمري إليك رغبة و رهبة إليك لا منجا و لا ملجأ منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت ( فبين أنه لا ينجى منه إلا هو و لا يلتجأ منه إلا إليه و أعمل الفعل الثانى لما تنازع الفعلان في العمل و معلوم أن جهة كونه منجيا غير جهة كونه منجيا منه و كذلك جهة كونه ملتجأ إليه غير كونه ملتجأ منه سواء قيل إن ذلك يتعلق بمفعولاته أو أفعاله القائمة به أو صفاته أو بذاته بإعتبارين .
وفى صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن و كلتا يديه يمين الذين يعدلون فى حكمهم و أهلهم و ما و لوا ( و قد جاء ذكر اليدين في عدة أحاديث و يذكر فيها أن كلتاهما يمين مع تفضيل اليمين قال غير و احد من العلماء لما كانت صفات المخلوقين متضمنة للنقص فكانت يسار أحدهم ناقصة في القوة ناقصة في الفعل