عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إن الله كتب فى كتاب فهو موضوع عنده فوق العرش إن رحمتى تغلب غضبى ( و في رواية ( سبقت رحمتى غضبى ( فوصف رحمته بأنها تغلب و تسبق غضبه و هذا يدل على فضل رحمته على غضبه من جهة سبقها و غلبتها و قد ثبت فى صحيح مسلم عن عائشة عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في سجوده ( اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك ( وروى الترمذي أنه كان يقول ذلك فى و تره لكن هذا فيه نظر .
المجلد 17 ص .
و قد ثبت فى الصحيح و السنن و المساند من غير و جه الإستعاذة بكلماته التامات كقوله ( أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه و عقابه و من شر عباده و من همزات الشياطين و أن يحضرون ( و فى صحيح مسلم عن خولة أنه قال صلى الله عليه و سلم ( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات لله التامة لم يضره شيء حتى يرتحل منه ( و فى الصحيح أنه قال لعثمان بن أبى العاص ( قل أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد و أحاذر ( و معلوم أن المستعاذ به أفضل من المستعاذ منه فقد إستعاذ برضاه من سخطه و بمعافاته من عقوبته .
و أما إستعاذته به منه فلابد أن يكون بإعتبار جهتين يستعيذ به بإعتبار تلك الجهة و منه بإعتبار تلك الجهة ليتغاير المستعاذ به و المستعاذ