بحيث تفعل بمياسرها كل ما يذم كما يباشر بيده اليسرى النجاسات و الأقذار بين النبى صلى الله عليه و سلم أن كلتا يمين الرب مباركة ليس فيها نقص و لا عيب بوجه من الوجوه كما فى صفات المخلوقين مع أن اليمين أفضلهما كما فى حديث آدم قال ( إخترت يمين ربى و كلتا يدي ربى يمين مباركة ( فإنه لا نقص فى صفاته و لا ذم في أفعاله بل أفعاله كلها إما فضل و إما عدل و في الصحيحين عن أبى موسى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ( يمين الله ملأي لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و الأرض فإنه لم يغض ما في يمينه و القسط بيده الأخرى يرفع و يخفض ( .
فبين صلى الله عليه و سلم أن الفضل بيده اليمنى و العدل بيده الأخرى و معلوم أنه مع أن كلتا يديه يمين فالفضل أعلى من العدل و هو سبحانه كل رحمة منه فضل و كل نقمة منه عدل و رحمته أفضل من نقمته و لهذ كان المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن و لم يكونوا عن يده الأخرى و جعلهم عن يمين الرحمن تفضيل لهم كما فضل فى القرآن أهل اليمين و أهل الميمنة على أصحاب الشمال و أصحاب المشأمة و إن كانوا إنما عذبهم بعدله و كذلك الأحاديث و الآثار جاءت بأن أهل قبضة اليمين هم أهل السعادة و أهل القبضة الأخرى هم أهل الشقاوة