يمتنع قيامه بغير المتكلم كسائر الصفات و القرآن العربي يمتنع عندهم قيامه بذات الله تعالى و لو جوزوا أن يكون كلام الله قائما بغيره لبطل أصلهم الذي إتفقوا عليه هم و سائر أهل السنة و ردوا به على المعتزلة فى قولهم إن القرآن مخلوق و هؤلاء يسلمون أن القرآن العربي بعضه أفضل من بعض لأنه مخلوق عندهم و لكن ليس هو كلام الله عند جماهيرهم .
.
وبعض متأخريهم يقول إن لفظ ( كلام الله ( يقع بالإشتراك على المعنى القائم بالنفس و على الكلام العربى المخلوق الدال عليه و أما كلام الله الذي ليس بمخلوق عندهم فهو ذلك المعنى و هو الذي يمتنع تفاضله عندهم و أصل هؤلاء أن كلام الله هو المعانى بل هو المعنى الواحد فقط و أن معانى كتاب الله هي شيء و احد لا يتعدد و لا يتبعض فمعنى آية الكرسي و آية الدين و الفاتحة و قل هو الله أحد و تبت و معنى التوراة و الإنجيل و كل حديث إلهي و كل ما يكلم به الرب عباده يوم القيامة و كل ما يكلم به الملائكة و االأنبياء إنما هي معنى و احد بالعين لا بالنوع و لا يتعدد و لا يتبعض و أن القرآن العربى ليس هو كلام الله بل كلام غيره جبريل أو محمد أو مخلوق من مخلوقاته عبر به عن ذلك الواحد و ذلك الواحد هو الأمر بكل ما أمر به و النهى عن كل ما نهى عنه و الإخبار بكل ما خبر به و أن الأمر و النهي و الخبر ليست أنواعا للكلام و أقساما له .
.
فإن الواحد بالعين لا يقبل