فى أنواع الكلام بل و فى الكلام الواحد يتفاضل ما يقوم بقلبه من المعانى و ما يقوم بلسانه من الألفاظ بحيث قد يكون إذا كان طالبا هو أشد رغبة و محبة و طلبا لأحد الأمرين منه للآخر و يكون صوته به أقوى و لفظه به أفصح و حاله في الطلب أقوى و أشد تأثيرا و لهذا يكون للكلمة لواحدة من الموعظة بل للاية الواحدة إذا سمعت من إثنين من ظهور التفاضل ما لا يخفى على عاقل و الأمر فى ذلك أظهر و أشهر من أن يحتاج إلى تمثيل و كذلك فى الخبر قد يقوم بقلبه من المعرفة و العلم و تصور المعلوم و شهود القلب إياه باللسان من حسن التعبير عنه لفظا و صوتا ما لا يقاربه ما يقوم بالقلب و اللسان إذا أخبر عن غيره .
فهذا نوع إشارة إلى قول من يقول بتفضيل بعض كلام الله على بعض موافقا لما دل عليه الكتاب و السنة و كلام السلف و الأئمة .
.
و الطائفة الثانية تقول إن كلام الله لا يفضل بعضه على بعض ثم لهؤلاء في تأويل النصوص الواردة فى التفضيل قولان ( أحدهما ( أنه إنما يقع التفاضل فى متعلقه مثل كون بعضه أنفع للناس من بعض لكون الثواب عليه أكثر أو العمل به أخف مع التماثل فى الأجر و تأولوا قوله ( ! 2 < نأت بخير منها > 2 ! ( أي نأت بخير منها لكم لاأ نها فى نفسها خير من تلك و هذا قول طائفة من المفسرين كمحمد بن جرير الطبري قال نأت بحكم خير لكم من حكم الآية المنسوخة إما فى العاجل لخفته