كعلمنا بحال أبي لهب و ليس الطلب القائم بنا إذا أمرنا بالإيمان بالله و رسوله كالطلب القائم بنا إذا أمرنا برفع اليدين فى الصلاة و الأكل باليمين و إخراج الدرهم من الزكاة .
.
فعلم بذلك أن معانى الكلام قد تتفاضل فى نفسها كما قد تتماثل و تبين بذلك أن ما تضمنه الأمر و النهي من المعانى التى تدل عليها صيغة الأمر سواء سميت طلبا أو إقتضاء أو إستدعاء أو إرادة أو محبة أو رضا أو غير ذلك فإنها متفاضلة بحسب تفاضل المأمور به و ما تضمنه الخبر من أنواع العلوم الإعتقادات الأحكام النفسانية فهي متفاضلة فى نفسها بحسب تفاضل المخبر عنه فهذا نوع من تفاضل الكلام من جهة المتكلم فيه و إن كان المتكلم به و احدا و هو أيضا متفاضل من جهة المتكلم به و إن كان المتكلم فيه و احدا كما قال تعالى ( ^ و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا و حيا أو من و راء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء ^ ( و معلوم أن تكليمه من و راء حجاب أفضل من تكليمه بالإيحاء و بإرسال رسول و لهذا كان من فضائل موسى عليه السلام أن الله كلمه تكليما و قال ( إنى إصطفيتك على الناس برسالاتى و بكلامي ( و قال ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله و رفع بعضهم درجات ) .
.
والذي يجد الناس من أنفسهم أن الشخص الواحد تتفاضل أحواله