إنه ليس له يقين فإن اليقين أيضا يراد به العلم المستقر فى القلب و يراد به العمل بهذا العلم فلا يطلق ( الموقن ( إلا على من استقر في قلبه العلم و العمل .
و قوم فرعون لم يكن عندهم إتباع لما عرفوه فلم يكن لهم عقل و لا يقين و كلام موسى يقتضى الأمرين إن كان لك يقين فقد عرفته و إن كان لك عقل فقد عرفته و إن ادعيت أنه لا يقين لك و لا عقل لك فكذلك قومك فهذا إقرار منكم بسلبكم خاصية الإنسان .
و من يكون هكذا لا يصلح له ما أنتم عليه من دعوى الإلهية مع أن هذا باطل منكم فإنكم موقنون به كما قال تعالى ( و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلما و علوا ( .
و لكم عقل تعرفونه به و لكن هواكم يصدكم عن إتباع موجب العقل و هو إرادة العلو في الأرض و الفساد فأنتم لا عقل لكم بهذا الإعتبار كما قال أصحاب النار ( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير ( و قال تعالى عن الكفار ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ( .
قال تعالى عن فرعون و قومه ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما