فاسقين ( و الخفيف هو السفيه الذي لا يعمل بعلمه بل يتبع هواه و بسط هذا له موضع آخر .
و المقصود هنا أنه ليس في الرسل من قال أول ما دعا قومه إنكم مأمورون بطلب معرفة الخالق فانظروا و استدلوا حتى تعرفوه فلم يكلفوا أولا بنفس المعرفة و لا بالأدلة الموصلة إلى المعرفة إذ كانت قلوبهم تعرفه و تقر به و كل مولود يولد على الفطرة لكن عرض للفطرة ما غيرها و الإنسان إذا ذكر ذكر ما فى فطرته .
و لهذا قال الله فى خطابه لموسى ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ( ما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه و يعرف إنعامه عليه و إحسانه إليه و إفتقاره إليه فذلك يدعوه إلى الإيمان ( أو يخشى ( ما ينذره به من العذاب فذلك أيضا يدعوه إلى الإيمان .
كما قال تعالى ( إدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة ( فالحكمة تعريف الحق فيقبلها من قبل الحق بلا منازعة و من نازعه هواه و عظ بالترغيب و الترهيب .
فالعلم بالحق يدعو صاحبه إلى إتباعه فإن الحق محبوب فى الفطرة و هو أحب إليها و أجل فيها و ألذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له فإن الفطرة لا تحب ذاك