قيل فى حد ( العقل ( إنه علوم ضرورية و هي التى لا يخلو منها عاقل .
فلما قال فرعون ( إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ( و هذا من إفتراء المكذبين على الرسول لما خرجوا عن عاداتهم التى هي محمودة عندهم نسبوهم إلى الجنون و لما كانوا مظهرين للجحد بالخالق أو للإسترابة و الشك فيه هذه حال عامتهم و دينهم و هذا عندهم دين حسن و إنما إلههم الذي يطيعونه فرعون قال ( إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ( .
فبين له موسى أنكم الذين سلبتم العقل النافع و أنتم أحق بهذا الوصف فقال ( رب المشرق و المغرب و ما بينهما إن كنتم تعقلون ( .
فإن العقل مستلزم لعلوم ضرورية يقينية و أعظمها في الفطرة الإقرار بالخالق فلما ذكر أولا أن من أيقن بشيء فهو موقن به و اليقين بشيء هو من لوازم العقل بين ثانيا أن الإقرار به من لوازم العقل .
و لكن المحمود هو العلم النافع الذي يعمل به صاحبه فإن لم يعمل به صاحبه قيل إنه ليس له عقل و يقال أيضا لمن لم يتبع ما أيقن به