المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ( فالمنة على جميع المؤمنين عربهم و عجمهم سابقهم و لاحقهم و الرسول منهم لأنه إنسى مؤمن و هو من العرب أخص لكونه عربيا جاء بلسانهم و هو من قريش أخص .
والخصوص يوجب قيام الحجة لا يوجب الفضل إلا بالإيمان و التقوى لقوله ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ( .
و لهذا كان الأنصار أفضل من الطلقاء من قريش و هم ليسوا من ربيعة و لا مضر بل من قحطان .
و أكثر الناس على أنهم من ولد هود ليسوا من ولد إبراهيم .
و قيل إنهم من ولد إسماعيل لحديث أسلم لما قال ( إرموا فإن أباكم كان راميا ( و أسلم من خزاعة و خزاعة من و لد إبراهيم .
و في هذا كلام ليس هذا موضعه إذ المقصود أن الأنصار أبعد نسبا من كل ربيعة و مضر مع كثرة هذه القبائل و [ مع هذا هم أفضل ] من جمهور قريش إلا من السابقين الأولين من المهاجرين و فيهم قرشي و غير قرشي و مجموع السابقين ألف و أربعمائة غير مهاجري الحبشة