.
فقوله ( لقد جاءكم ( يخص قريشا و العرب ثم يعم سائر البشر لأن القرآن خطاب لهم و الرسول من أنفسهم و المعنى ليس بملك لا يطيقون الأخذ منه و لا جنى .
ثم يعم الجن لأن الرسول أرسل إلى الإنس و الجن و القرآن خطاب للثقلين و الرسول منهم جميعا كما قال ( يا معشر الجن و الإنس ألم يأتكم رسل منكم ( فجعل الرسل التى أرسلها من النوعين مع أنهم من الإنس .
فإن الإنس و الجن مشتركون مع كونهم أحياء ناطقين مأمورين منهيين فإنهم يأكلون و يشربون و ينكحون و ينسلون و يغتذون و ينمون بالأكل و الشرب و هذه الأمور مشتركة بينهم و هم يتميزون بها عن الملائكة فإن الملائكة لا تأكل و لا تشرب و لا تنكح و لا تنسل .
فصار الرسول من أنفس الثقلين بإعتبار القدر المشترك بينهم الذي تميزوا به عن الملائكة حتى كان الرسول مبعوثا إلى الثقلين دون الملائكة .
و كذلك قوله ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من