وقد تخرق له العادة فيرى من خلفه كما قال النبى صلى الله عليه و سلم ( إني لأراكم من بعدي ( و فى رواية ( من بعد ظهري ( و فى لفظ للبخاري ( إنى لأراكم من و رائى ( و فى لفظ فى الصحيحين ( إنى و الله لأبصر من و رائى كما أبصر من بين يدي ( لكن هم بجهة منه و هم خلفه فكيف تقاس رؤية الرائى لغيره على رؤيته لنفسه ثم تشبيه رؤيته هو برؤيتنا نحن تشبيه باطل فإن بصره يحيط بما رآه بخلاف أبصارنا و هؤلاء القوم أثبتوا ما لا يمكن رؤيته و أحبوا نصر مذهب اهل السنة و الجماعة و الحديث فجمعوا بين أمرين متناقضين فإن ما لا يكون داخل العالم و لا خارجه و لا يشار إليه يمتنع أن يرى بالعين لو كان و جوده في الخارج ممكنا فكيف و هو ممتنع و إنما يقدر في الأذهان من غيرأن يكون له و جود فى الأعيان فهومن باب الوهم و الخيال الباطل و لهذا فسروا ( الإدراك ( بالرؤية فى قوله ( لا تدركه الأبصار ( كما فسرتها المعتزلة لكن عند المعتزلة هذا خرج مخرج المدح فلا يرى بحال و هؤلاء قالوا لا يرى فى الدنيا دون الآخرة و الآية تنفي الإدراك مطلقا [ دون الرؤية كما قال ] إبن كلاب