وهذا أصح و حينئذ فتكون الآية دالة على إثبات الرؤية و هو أنه يرى و لا يدرك فيرى من غير إحاطة و لا حصر و بهذا يحصل المدح فإنه و صف لعظمته أنه لا تدركه أبصار العباد و إن رأته و هو يدرك أبصارهم قال إبن عباس و عكرمة بحضرته لمن عارض بهذه الآية ( ألست ترى السماء ( قال ( بلى ( قال ( أفكلها ترى ( و كذلك قال ( و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ( و هؤلاء يقولون علمه شيء و احد لا يمكن أن يحاط بشيء منه دون شيء فقالوا و لا يحيطون بشىء من معلومه و ليس الأمر كذلك بل نفس العلم جنس يحيطون منه بما شاء و سائره لا يحيطون به و قال ( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون به علما ( و الراجح من القولين أن الضمير عائد إلى ( ما بين أيديهم و ما خلفهم ( و إذا لم يحيطوا بهذا علما و هو بعض مخلوقات الرب فأن لا يحيطوا علما بالخالق أولى و أحرى قال تعالى ( و ما يعلم جنود ربك إلا هو ( و قال ( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح و عاد و ثمود و الذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم فى أفواههم ( الآية فإذا قيل ( لا تدركه الأبصار ( أى لا تحيط به دل على أنه