كما يتضام الناس عند رؤية الشيء الخفي كالهلال و كذلك تضارون و تضارون فإما أن يروى بالتشديد و يقال ( لا تضامون ( أي لا تضمكم جهة و احدة فهذا باطل لأن التضام إنضمام بعضهم إلى بعض فهو ( تفاعل ( كإلتماس و التراد و نحو ذلك و قد يروى ( لا تضامون ( بالضم و التشديد أي لا يضام بعضكم بعضا و بكل حال فهو من ( التضام ( الذى هو مضامة بعضهم بعضا ليس هو أن شيئا آخر لا يضمكم فإن هذا المعنى لا يقال فيه ( لا تضامون ( فإنه لم يقل ( لا يضمكم شيء ( ثم يقال الراءون كلهم فى جهة و احدة على الأرض و إن قدر أن المرئى ليس فى جهة فكيف يجوز أن يقال ( لا تضمكم جهة و احدة ( و هم كلهم على الأرض أرض القيامة أو فى الجنة و كل ذلك جهة و وجودهم نفسهم لا في جهة و مكان ممتنع حسا و عقلا و أما قوله ( هو يرى لا فى جهة فكذلك يراه غيره فهذا تمثيل باطل فإن الإنسان يمكن أن يرى بدنه و لا يمكن أن يرى غيره إلا أن يكون بجهة منه و هو أن يكون أمامه سواء كان عاليا أو سافلا