ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم وثقا من الله ومن قبل ما فرطتم فى يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ^ .
وقد يقال الاستيئاس ليس هو الاياس لوجوه .
( أحدها ( ان أخوة يوسف لم ييأسوا منه بالكلية فإن قول كبيرهم ^ فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ^ دليل على أنه يرجو أن يحكم الله له وحكمه هنا لا بد أن يتضمن تخليصنا ليوسف منهم وإلا فحكمه له بغير ذلك لا يناسب قعوده في مصر لأجل ذلك .
وأيضا في ( اليأس ( يكون الشىء الذى لا يكون ولم يجىء ما يقتضية ذلك فإنهم قالوا ^ يا أيها العزيز أن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه أنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ^ فامنتع من تسليمه إليهم ومن المعلوم أن هذا لا يوجب القطع بأنه لا يسلم إليهم فإنه يتغير عزمه ونيته وما أكثر تقليب القلوب وقد يتبدل الأمر بغيره حتى يصير الحكم إلى غيره وقد يتخلص بغير إختياره والعادات قد جرت بهذا على مثل من عنده من قال لا يعطيه فقد