والله تعالى قص علينا قصص توبة الأنبياء لنقتدي بهم فى المتاب وأما ما ذكره سبحانه أن الاقتداء بهم فى الأفعال التى أقروا عليها فلم ينهوا عنها ولم يتوبوا منها فهذا هو المشروع فأما ما نهوا عنه وتابوا منه فليس بدون المنسوخ من أفعالهم وإن كان ما أمروا به أبيح لهم ثم نسخ تنقطع فيه المتابعة فما لم يؤمروا به أحرى وأولى .
وأيضا فقوله ! 2 < وظنوا أنهم قد كذبوا > 2 ! قد يكونون ظنوا فى الموعود به ما ليس هو فيه بطريق الاجتهاد منهم فتبين الأمر بخلاف فهذا جائز عليهم كما سنبينه فإذا ظن بالموعود به ما ليس هو فيه ثم تبين الأمر بخلاف ظن أن ذلك كذب وكان كذبا من جهة ظن في الخبر ما لا يجب أن يكون فيه فأما الشك فيما يعلم أنه أخبر به فهذا لا يكون وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى .
ومما ينبغي أن يعلم أنه سبحانه ذكر هنا شيئان ( أحدهما ( إستيئاس الرسل ( والثانى ( ظن أنه كذبوا وقد ذكرنا لفظ ( الظن ( فأما لفظ ^ إستيأسوا فإنه قال سبحانه ^ حتى إذا إستيأس الرسل ^ ولم يقل يئس الرسل ولا ذكر ما إستيأسوا منه وهذا اللفظ قد ذكره فى هذه السورة ^ فلما إستيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم