يعذب من يشاء و يغفر لمن يشاء و الله على كل شيء قدير ^ و نحو ذلك .
و قد علمنا أنه لا يغفر ان يشرك به و انه لايعذب المؤمنين و أنه يغفر لمن تاب كذلك قوله ( و ان تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه .
ودلت هذه الآية على أنه سبحانه يحاسب بما في النفوس و قد قال عمر زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا و حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و ( المحاسبة ( تقتضي أن ذلك يحسب و يحصى .
و أما ( المغفرة و العذاب ( فقد دل الكتاب و السنة على أن من فى قلبه الكفر و بغض الرسول و بغض ما جاء به أنه كافر بالله و رسوله و قد عفى الله لهذه الأمة و هم المؤمنون حقا الذين لم يرتابوا عما حدثت به أنفسها مالا تتكلم به أو تعمل كما هو فى الصحيحين من حديث أبي هريرة و ابن عباس و روى عن النبى صلى الله عليه و سلم ( ان الذي يهم بالحسنة تكتب له و الذي يهم بالسيئة لا تكتب عليه حتى يعملها ( إذا كان مؤمنا من عادته عمل الحسنات و ترك السيئات فإن ترك السيئة لله كتبت له حسنة فاذا أبدى العبد ما فى نفسه من الشر بقول أو فعل صار من الأعمال التى يستحق عليها الذم و العقاب