وأما ( المعتزلة ( فعندهم أنه يشاء ما لايكون و يكون مالا يشاء و أولئك ( المجبرة ( فى جانب و هؤلاء فى جانب و أهل السنة و سط .
وما يفعله العباد باختيارهم يعلم سبحانه أنهم فعلوه بقدرتهم و مشيئتهم و ما لم يفعلوه مع قدرتهم عليه يعلم أنهم لم يفعلوه لعدم ارادتهم له لا لعدم قدرتهم عليه و هو سبحانه الخالق للعباد و لقدرتهم و ارادتهم و أفعالهم و كل ذلك مقدور للرب و ليس هذا مقدورا بين قادرين بل القادر المخلوق هو وقدرته و مقدوره مقدور للخالق مخلوق له .
و ( المقصود هنا ( أن قوله تعالى ^ و ان تبدوا ما فى انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ^ حق و النسخ فيها هو رفع فهم من فهم من الآية ما لم تدل عليه فمن فهم ان الله يكلف نفسا ما لاتسعه فقد نسخ الله فهمه و ظنه و من فهم منها أن المغفرة و العذاب بلاحكمة و عدل فقد نسخ فهمه و ظنه فقوله ^ لايكلف الله نفسا الا و سعها ^ رد للأول وقوله ^ لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ^ رد للثاني و قوله ^ فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء ^ كقوله فى آل عمران ( و لله ما فى السموات و ما فى الأرض يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و الله غفور رحيم ) و قوله ^ ألم تعلم أن الله له ملك السموات و الأرض