حتى يتمثل بها الضارب فيكون هذا أول من تمثل بها كقوله صلى الله عليه و سلم ( الآن حمى الوطيس ( و كقوله ( مسعر حرب ( و نحو ذلك لكن النفي بصيغة الاستفهام المضمن معنى الانكار هو نفي مضمن دليل النفي فلا يمكن مقابلته بمنع و ذلك أنه لا ينفي باستفهام الانكار الا ما ظهر بيانه أو ادعي ظهور بيانه فيكون ضاربه إما كاملا في استدلاله و قياسه و إما جاهلا كالذي قال ( من يحيى العظام و هي رميم ) .
إذا تبين ذلك فالامثال المضروبة فى القرآن منها ما يصرح فيه بتسميته مثلا و منها ما لا يسمى بذلك ( مثلهم كمثل الذي استوقد ) و الذي يليه ( إن الله لا يستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) ( و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ) ( ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ) ( مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ) ( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ) الآية ( و مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ) و الذي بعده ليس فيه لفظ مثل ( كدأب آل فرعون ) في الثلاثة ( قد كان لكم آية ) ( مثل ما ينفقون فى هذه الحياة الدنيا ) و قوله ( أرأيتم إن أخذ الله سمعكم )