واعتبار و لا يمكن هناك تعديد ما يعتبر بها لأن كل إنسان له فى حالة منها نصيب فيقال فيها ( لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ) و يقال عقب حكايتها ( فاعتبروا ياأولى الأبصار ) و يقال ( قد كان لكم آية في فئتين التقتا ) الى قوله ( ان في ذلك لعبرة لأولى الأبصار ) و الاعتبار هو القياس بعينه كما قال ابن عباس لما سئل عن دية الأصابع فقال هي سواء و اعتبروا ذلك بالأسنان أي قيسوها بها فإن الأسنان مستوية الدية مع اختلاف المنافع فكذلك الأصابع و يقال اعتبرت الدراهم بالصنجة إذا قدرتها بها .
( النوع الثانى ( الأمثال الكلية و هذه التى أشكل تسميتها أمثالا كما أشكل تسميتها قياسا حتى اعترض بعضهم قوله ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ) فقال اين المثل المضروب و كذلك إذا سمعوا قوله ( و لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ) يبقون حيارى لايدرون ما هذه الأمثال و قد رأوا عدد ما فيه من تلك الأمثال المعينة بضعا و أربعين مثلا .
وهذه ( الأمثال ( تارة تكون صفات وهذه ( الأمثال ( تارة تكون صفات وتارة تكون أقيسة فإذا كانت أقيسة فلابد فيها من خبرين هما قضيتان و حكمان و انه لابد أن يكون احدهما كليا لأن الأخبار التى هي القضايا لما انقسمت الى معينة و مطلقة و كليه و جزئية و كل من ذلك انقسم الى خبر عن اثبات