هو من جنس قياس التمثيل الذي يقال فيه مثل الذي يقتل بكودين القصار كمثل الذي يقتل بالسيف و مثل الهرة تقع فى الزيت كمثل الفأرة تقع في السمن و نحو ذلك و مبناه على الجمع بينهما و الفرق في الصفات المعتبرة في الحكم المقصود اثباته أو نفيه و قوله مثله كمثل كذا تشبيه للمثل العلمي بالمثل العلمي لأنه هو الذى بتوسطه يحصل القياس فان المعتبر ينظر فى احدهما فيتمثل في علمه و ينظر فى الآخر فيتمثل فى علمه ثم يعتبر أحد المثلين بالآخر فيجدهما سواء فيعلم أنهما سواء فى انفسهما لاستوائهما فى العلم و لا يمكن اعتبار احدهما بالآخر فى نفسه حتى يتمثل كل منهما فى العلم فإن الحكم على الشيء فرع على تصوره و لهذا و الله أعلم يقال مثل هذا كمثل .
وبعض المواضع يذكر سبحانه الأصل المعتبر به ليستفاد حكم الفرع منه من غير تصريح بذكر الفرع كقوله ( ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل و أعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات و أصابه الكبر ) الى قوله ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) فإن هذا يحتاج الى تفكر و لهذا سأل عمر عنها من حضره من الصحابة فأجابه ابن عباس بالجواب الذي ارضاه .
ونظير ذلك ذكر القصص فإنها كلها أمثال هي أصول قياس