ذكره ابن مهدي وقال : كان رجلا صالحا خيرا فاضلا لا يقف بباب أحد ولا يزول عن تأديبه بمسجد أبي خالد بالمدينة . وكان مجودا للقرآن قديم الطلب حسن الخلق شديد الانقباض جيد العقل خاشعا كثير البكاء متحريا فيما يسمع محتفظا به ورعا في دينه . وقرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب . ولد سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة .
قال أبو مروان الطبني : وتوفي C يوم الثلاثاء لتسع خلون من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وأربع مئة . واختلط في آخر عمره فترك الأخذ عنه . ذكر ذلك ابن حيان .
عبد الله بن محمد بن زياد الأنصاري من أهل قرطبة يكنى : أبا محمد .
وهو والد زياد بن عبد الله الخطيب .
كان من أهل الخير والصلاح والصيانة . ومن أهل الكتابة والنباهة والبلاغة . وله في الترسيل كتاب سماه البغية وهو جمع حسن . ثم تخلى عما كان سبيله من الكتابة ولزم النسك والعبادة ورفض الدنيا إلى أن توفي ودفن عشي يوم الجمعة لأربع بقين من شهر رمضان المعظم من سنة خمس وثلاثين وأربع مئة . ودفن بمقبرة أم سلمة . وكان قد اختلط في آخره عمره . ومولده سنة ستين وثلاث مائة . وكان جارا لأبي محمد بن نامي المتقدم قبله ومهاجرا له لا يصلي وراءه في مسجده . ذكره ابن حيان .
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القيسي المعروف . بابن الجيار . من أهل قرطبة يكنى : أبا محمد .
له رواية عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وأبي عبد الله بن الفخار ومكي المقرىء وأبي القاسم الوهراني وحامد بن محمد المقرىء وغيرهم . وكتب بخطه علما ورواه . وعني بالشروط وجلس لعقدها بين الناس بجوفي الجامع .
ذكره ابن حيان بصحبة السلطان والدخول فيما لا يعنيه فتكره إلى أهل قطبة وخرج عنهم إلى مالقة وسكنها إلى أن توفي بها في آخر ربيع الأول من سنة ست وثلاثين وأربع مئة .
عبد الله بن سعيد بن لباج الأموي الشنتجيالي الطويل الجوار بمكة شرفها الله . سكن قرطبة وغيرها يكنى أبا محمد .
سمع بقرطبة قبل رحلته من أبي محمد بن بتري وأبي عمر الطلمنكي ورحل إلى المشرق سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة فسمع بمكة : من أبي القاسم القسطي وأبي الحسن أحمد بن فراس العبقسي وأبي الحسن بن جهضم . وصحب بها أبا ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ واختص به وأكثر عنه . ولقي أبا سعيد السجزي فسمع عنه صحيح مسلم ولقي با سعد الواعظ صاحب كتاب شرف المصطفى A فسمع منه كتابه هذا وأبا الحسين يحيى بن نجاح صاحب كتاب سبل الخيرات فحمله عنه . وجماعة سواهم سمع منهم وكتب الحديث عنهم وسمع بمصر : من أبي محمد بن الوليد وغيره .
قال أبو المطرف عبد الرحمن بن الطيطلي : كان أبو محمد هذا خيرا عاقلا حليما جوادا زاهدا متبتلا منقطعا إلى ربه منفردا به . رحل إلى مكة وجاور بها أعواما . حكي عنه أنه كان يسرد الصوم فإذا أراد أن يغوط خرج من الحرم إلى الحل فقضى حاجته ثم انصرف إلى الحرم تعظيما له . Bه .
وقرأت بخط شيخنا أبي محمد بن عتاب قال : قرأت بخط أبي القاسم حاتم بن محمد : أخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي المجاور : أن أبا بكر الجلاء أقام بالحرم أربعين عاما لم يقض فيه حاجة الإنسان تعظيما للحرم .
وقرأت بخط أبي الحسن الإلبيري المقرىء قال : كان أبو محمد هذا فاضلا ورعا كريما لم تكن للدنيا عنده قيمة ولا قدر وكان كثيرا ما يكتحل بالأثمد ويجلس للسماع متحببا وربما عقد حبوته بطرف ردائه . وقرأت بخط ابن حيان قال : كان أبو محمج يوالي الاكتحال بالأثمد ويحض عليه فقل ما يرى إلا محشو العين به . ويقول كثيرا لا تمنعوا العين قوتها فتمنعكم ضوءها .
وقرأت بخط أبي مروان الطبني : رحل أبو محمد الشنتجيالي C سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة إلى المشرق وحج رحمه حجة الفريضة عن نفسه وأتبعها خمسا وثلاثين حجة وزار مع كل حجة زورتين فكملت له اثنتان وسبعون زورة