ورجع إلا الأندلس في سنة ثلاثين وأربع مئة . ولحق بقرطبة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت للحرم سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة . فقرىء عليه مسند مسلم بن الحجاج الصحيح في نحو جمعة بجامع قرطبة في موعدين طويلين حفيلين كل يوم موعد غدوة وموعد عشية . وخرج عن قرطبة يوم الثلاثاء لست خلون لصفر بعده بنية الرباط بنواحي الغرب فتصرف في مغيبة عن قرطبة فيما خرج له إلى أن قدم قرطبة القدمة الثانية في عقب جمادى الأول سنة ست وثلاثين وأربع مئة وتصرف قليلا وبه وهن السفر واعتل في دار بعض إخوان إلى أن توفي بها ليلة السبت لأربع خلون من رجب من سنة ست وثلاثين وأربع مئة . ودفن Bه يوم السبت المذكور بالربض بقبلي قرطبة عند قبر أصبغ بن مالك C في يوم غزير الغيث دائم المطر . وصلى عليه الحاكم أبو علي بن ذكوان .
عبد الله بن محمد بن ثوابة اللخمي : من أهل إشبيلية يكنى : أبا محمد . له رحلة إلى المشرق أخذ فيها بمكة عن أبي ذر الهروي وغيره وله سماع قديم ببلده . وتوفي لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة وقد قارب المائة . ذكره ابن خزرج .
عبد الله بن خلوف بن موسى الزواغي يعرف : بابن أبي العظام : من أهل بجانة صاحب صلاة الفريضة وأحكام الجهة بها : يكنى : أبا محمد .
كان : من أهل التلاوة والاجتهاد في العبادة من عباد الله الصالحين . توفي ليلة الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة . ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر وصلى عليه القاسم أبو الوليد الزبيدي .
عبد الله بن هارون الأصبحي : من أهل لاردة يكنى : أبا محمد .
ذكره الحميدي وقال : فقيه أديب شاعر زاهد متصاون من أهل العلم . ذكره لي أبو الحسن علي بن أحمد العائذي وأنشد له أشعارا أنشده إياها ومنها : .
كم من أخ قد كنت أحسب شهده ... حتى بلوت المر من أخلاقه .
كالملح يحسب سكرا في لونه ... ومجسه ويحول عند مذاقه .
عبد الله بن أحمد بن خلف المعافري : من أهل طليطلة يكنى : أبا محمد .
روى عن أبيه وعن يعيش بن محمد وكان يبصر الوثائق ويعقدها ولا يأخذ عليها أجرا وكانت فيه شراسة وسوء خلق استشهد سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة . ذكره ابن مطاهر .
عبد الله بن عثمان بن مروان العمري البطليوسي يكنى : أبا محمد .
ذكره الحميدي وقال فيه : نحوي فقيه شاعر قرأت عليه الأدب مات قريبا من سنة أربعين وأربع مئة . قال : ومما أنشدني لنفسه C : .
عرفت مكانتي : فسببت عرضي ... ولو أني عرفتكم سببت .
ولكن لم أجد لكم سموا ... إلى أكرومة فلذا سكت .
عبد الله بن محمد بن عبد الله الجدلي : صاحب الصلاة بجامع المرية والخطبة يعرف : بابن الزفت يكنى : أبا محمد .
له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا الحسن القابسي وأخذ عنه صحيح البخاري وأبا الحسن ابن فراس . وكان صاحبا لحاتم بن محمد هنالك . وكان رجلا فاضلا . وتوفي ليلة الاثنين لست بقين من جمادى الأولى من سنة أربع وأربعين وأربع مئة . ودفن يوم الاثنين بعد صلاة العصر في الشريعة القديمة وصلى عليه القاضي أبو الوليد الزبيدي وكان مولده سنة تسع وستين وثلاث مائة .
عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن مسعود الجذامي المعروف : بالبزلياني . سكن إشبيلية يكنى : أبا محمد .
كان : من أهل الأدب والشعر والترسيل واللغة والخبر متفننا في العلم . أخذ الأدب عن أبي الفتوح الجرجاني وجماعة سواه . وكان ثقة صدوقا . ذكره أبو محمد ابن خزرج وروى عنه كثيرا وقال : توفي بإشبيلية سنة خمس وأربعين وأربع مئة ومولده في صفر سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة .
عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصار : من أهل قرمونة من قرية منها يقال لها شتيقش - سكن مصر واستوطنها - يكنى : أبا محمد .
سمع بقرطبة قديما من أبي القاسم إسماعيل بن إسحاق الطحان وغيره . ورحل إلى المشرق سنة أربع وثمانين وثلاث مائة فأخذ في طريقه بالقيروان : عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه وأبي الحسن القابسي وأبي جعفر أحمد بن دحمون بن ثابت وغيرهم . وحج وأخذ بمكة : عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي كثيرا وعن أبي العباس أحمد بن بندار الرازي وأبي الحسن بن صخر القاضي وغيرهم