وقال لي أبو عمر : ولدت يوم الجمعة نصف الساعة الثانية منه لسبع بقين من شعبان من سنة ثمانين وثلاث مائة . وتوفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة سبع وستين وأربع مائة بإشبيلية ذكره أبو علي الغساني .
قال غيره : وتوفي عشي يوم الخميس لعشر خلون لربيع الآخر ودفن يوم الجمعة بمقبرة الفخارين وكان يوم جنازته غيث عظيم وصلى عليه الزاهد أبو الأصبغ البشتري ومشى في جنازته المعتمد على الله محمد بن عباد راجلا . وأخبرني عن أبي عمر هذا جماعة من شيوخنا رحمهم الله .
أحمد بن عبد الله بن أحم التميمي يعرف : بابن طالب من أهل قرطبة يكنى : أبا جعفر .
روى عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا الإفليلي وأكثر عنه . وعن أبي عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي وعن أبي عمر أحمد بن محمد بن الحذاء القاضي وغيرهم .
روى عنه شيخنا أبو الحسن بن مغيث وسألته عنه فقال : كان ثقة دينا فاضلا ورعا متواضعا كثير الصلاة مجاورا للمسجد الجامع يلتزم الصلاة فيه .
وقال لي : كنت أختلف إليه لأقرأ عليه من كتب الأدب هنالك فدخلت معه يوما إلى الجامع في أول الوقت فقال لي : اذهب إلى موضعي فانتظرني فإن علي قضاء حاجة . قال : فتواري عني وأنا أنظر إليه أبدا فدخل موضعا خفيا من الجامع وتوارى فيه وهو يحسب أن عيني ليست واقعة عليه فرأيته يكثر الركوع والسجود لا يفتر عن ذلك إلى أن قرب وقت الصلاة فخرج إلى موضع انتظاري له . فقلت له يا سيدي : عسى انقضت الحاجة قال : انقضت إن شاء الله اقرأ .
قال لي أبو الحسن : وحضر معنا سماع صحيح البخاري على أبي عمر بن الحذاء قال لي : وتوفي C بقرطبة في أيام المأمون يحيى بن ذي النون سنة سبع وستين وأربع مائة ودفن بصحن مسجد غزلان السيدة داخل المدينة . وهو أوصى أن يدفن به .
أحمد بن محمد بن أسود الغساني : من أهل المرية يكنى : أبا عمر . كان فقيها فاضلا معتنيا بالعلم . وتوفي سنة تسع وستين وأربع مائة ذكره ابن مدير .
أحمد بن سعيد بن غالب الأموي : من أهل طليطلة يكنى : أبا جعفر ويعرف : بابن اللورانكي .
كان : من أهل الأدب والفرائض واللغة دربا بالفتيا مشاورا في الأحكام فقيها في المسائل مشاركا في شرح الحديث والتفسير .
وكان متواضعا وتوفي في شوال سنة تسع وستين وأربع مائة وصلى عليه عبد الرحمن بن مغيث ذكره : ط .
أحمد بن الفضل بن عميرة : من أهل المرية .
روى عن أبي الوليد بن ميقل وأبي عمر الطلمنكي وأبي عمر بن عبد البر .
وكان : من أهل والفضل . وتوفي في سنة تسع وستين وأربع مائة . ذكره ابن مدير أحمد بن عثمان بن سعيد الأموي ولد أبي عمرو المقرىء الحافظ سكن دانية وأصله من قرطبة يكنى : أبا العباس .
روى عن أبيه وعن غيره وأقرأ الناس القرآن بالروايات . وتوفي في يوم الاثنين لثمان خلون من رجب سنة إحدى وسبعين وأربع مائة . قرأت وفاته بخط أبي الحسن المقرىء وأخذ عنه أبو القاسم بن مدير .
أحمد بن يحيى بن يحيى : من أهل بجانة ومن كبار فقهائها وكان يستفتي في الحلال والحرام وتوفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة . ومولده سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة . ذكره ابن مدير .
أحمد بن محمد بن رزق الأموي : من أهل قرطبة يكنى : أبا جعفر .
أخذ عن أبي عمر بن القطان الفقيه وتفقه عنده وعن أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه ورحل إلى أبي عمر بن عبد البر فسمع منه . وروى عن أبي العباس العذري وأجاز له عبد الحق بن محمد الفقيه الصقلي ما رواه وألفه .
وكان فقيها حافظا للرأي مقدما فيه ذاكرا للمسائل بصيرا بالنوازل عارفا بالفتوى صدرا فيمن يستفتي . وكان مدار طلبة الفقه بقرطبة عليه في المناظرة والمدارسة والتفقه عنده . ونفع الله به كل من أخذ عنه وكان فاضلا دينا متواضعا حليما عفيفا على هدى واستقامة . أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا وصفوه بالعلم والفضل .
وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال : كان أذكى من رأيت في علم المسائل وألينهم كلمة وأكثرهم حرصا على التعليم وأنفعهم لطالب فرع على مشاركة له في علم الحديث