أيام محمد بن أبي عامر وله مع أبي عمر يوسف بن هارون الرمادي مخاطبات بالشعر . عمر طويلا وعاش إلى دولة بني حمود .
حدثني أبو محمد بن حزم قال : حدثني قاسم بن محمد قال : حدثني ابن شبلاق قال : رأيت في النوم كأني في مقبرة ذات أزاهير ونواوير وفيها قبر وحواليه الريحان الكثير وقوم يشربون . فكنت أقول لهم : والله ما زجرتكم الموعظة ولا وقرتم المقبرة . قال : فكانوا يقولون : وما عرفت قبر من هو فكنت أقول لهم : لا . قال : فقالوا لي : هذا قبر أبي علي الحكمي الحسن بن هانئ . قال : فكنت أولى فيقولون : والله لا تبرح أو ترثيه فكنت أقول : .
جادك يا قبر نشاص الغمام ... وعاد بالعفو عليك السلام .
ففيك أضحى الظرف مستودعا ... واستترت عنا عيون الكلام .
وقرأت بخط ابن عتاب أنه توفي سنة ثلاث عشرة وأربع مئة .
عبد الرحمن بن منخل المعافري : يكنى : أبا بكر . سكن طليطلة .
له رحلة إلى المشرق سمع فيها : من أبي الطيب بن غلبون المقرىء وغيره في سنة سبع وستين وثلاث مائة . حدث عنه حاتم بن محمد لقيه بطليطلة وسمع منه بها سنة ثمان عشرة وأربع مئة .
عبد الرحمن بن عبد الواحد بن داود الجذامي : من أهل إشبيلية يكنى : أبا المطرف .
روى عن أبي محمد الباجي وغيره . وكان شيخا صالحا من أهل الفهم متفقها ذا رواية واسعة وتوفي في شوال سنة ثمان عشرة وأربع مئة . ذكره ابن خزرج وروى عنه .
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر بن غوية قاضي الجماعة بقرطبة يكنى : أبا المطرف . ويعرف بابن الحصار .
روى عن أبيه وصحب أبا عمر الإشبيلي وتفقه عنده وأخذ أيضا عن أبي محمد الأصيلي وغيره .
وقرأت بخط أبي القاسم عبد العزيز بن محمد بن عتاب قال : كان أبي يحله من الفقه بمحمل كبير ومن علم الشروط والوثائق بمنزلة عالية ومرتبة سامية ويصفه بالعلم البارع والفضل والدين واليقظة والذكاء والتفنن في العلوم ويرفع به ترفيعا عظيما ويذهب بن كل مذهب ويقول : إنه آخر القضاة والجلة من العلماء . ولاه علي بن حمود القضاء في صدر سنة سبع وأربع مئة فسار بأحسن سيرة وأقوم طريقة فلم يزل قاضيا مدة إمرة علي بن حمود إلى أن توفي وولي الخلافة بعده أخوه القاسم بن حمود فاقره على القضاء وجمع له معه الصلاة والخطبة فلم يزل ذلك إلى آخر سنة تسع عشرة وأربع مئة عزله المعتمد بسعايات ومطالبات .
روى عنه أبو عبد الله بن عتاب وقال : كان لا يفتح على نفسه باب رواية ولا مدارسة لا قبل القضاء ولا بعده . صحبته عشرين عاما وذهب في أول ولايته لي التكلم على الموطإ قرآته في أربعة نفر أنا أحدهم .
فلما عرف ذلك أتاه جماعة يرغبون حضور المجلس فلم يجب أحد ذلك . وقال : كان يجتمع عنده مع شيوخ الفتوى في ذلك فيشاور في المسألة فيختلفون فيها ويخالفون مذهبه فلا يزال بحاجهم ويستظهر عليهم بالروايات والكتب حتى ينصرفوا ويقولوا بقوله . سمعت شيخنا أبا محمد بن عتاب C يقول : سمعت أبي رحمه يحكي مرارا قال : كنت أرى القاضي ابن بشر في المنام بعد موته في هيئته التي كنت أعهده فيها وهو مقبل من داره بالربض الشرقية فكنت أسلم عليه وكنت أدري أنه ميت وأسأله عن حاله وعما صار إليه فكان يقول لي : إلى خير . ويشير بيده بعد شدة . فكنت أقول له : وما يذكر من فضل العلم . فكان يقول لي : ليس هذا العلم يشير إلى علم الرأي ويذهب إلى أن الذي انتفع به من ذلك ما كان عنده من علم كتاب الله جل ثناؤه وحديث رسول الله A .
قال ابن حيان : كانت مدة عمل ابن بشر في القضاء اثنتي عشرة سنة وعشرة أشهر وأربعة أيام . وتوفي C ودفن السبت للنصف من شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة ودفن بمقبرة ابن عباس وشهده الخليفة هشام بن محمد شانئه كالشامت بتقديمه إياه يبدو السرور في وجهه وقل متاعه بالحياة بعده . وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله وكان الجمع في جنازته كثيرا والحزن لفقده شديدا . وكانت علته من قرصة طلعت بين كتفيه قضى نحبه منها فلم يأت بعده مثله في الكمال لمعاني القضاء . وكان مولده أول سنة أربع وستين وثلاث مائة بعد أبي الحزم جهور بشهر واحد .
عبد الرحمن بن محمد بن معمر اللغوي صاحب التاريخ في الدولة العامرية إلى آخرها يكنى : أبا الوليد